تعتبر شركات صناعة الأغذية أكبر تاجر للمخدرات في العالم.. وهي مسؤولة عن موت عشرات الملايين من الناس سنوياً.. بالإضافة لاستنزاف تريليونات الدولارات من اقتصادنا العالمي عبر خسارتنا للموارد البشرية والطبيعية.. هذا ما يؤكده الدكتور هيمان في مقالته ” السم الحلو ” التي يبين فيها أن السكر وليس الكوكايين هو من أكثر المواد خطورةً وإدماناً..
للدكتور هيمان خبرة واسعة في هذا المجال فهو طبيب ممارس منذ أكثر من 20 عاماً ورئيس مجلس إدارة المعهد الطبي ومدير ومؤسس المركز الصحي في ولاية ماساشوستس.. لا يسعى د. هيمان للقيام بحملة ضد السكر بل للمساهمة بالحد من عدة مشاكل صحية خطيرة يواجهها مجتمعنا الحالي.. كأمراض المناعة الذاتية وارتفاع ضغط الدم وعدم توازن الهرمونات والالتهابات والاكتئاب والقلق والأرق والسمنة ” كل هذه الأمراض ترتبط بالدرجة الأولى بتناولنا للسكر ” لا شك أنها مهمة كبيرة لأن السكر يسبب إدماناً شديداً كإدمان الكحول والكوكايين وحتى الهيرويين..
السكر سبب للكثير من الكوارث الصحية
تحتوي معظم الأطعمة المصنعة مادة خفية مدمرة لصحتنا ولحياتنا هي السكر.. يستهلك الأميركي حوالي 75 كغ من السكر سنوياً بمعدل يتجاوز معدل إدمان الكوكايين بثماني مرات.. أصبحنا شعوباً مدمنة على السكر نتيجة وقوعنا في فخ الشركات المصنعة للأغذية..
في احدى التجارب تم إعطاء مخدر الكوكايين للفئران وأصبحت مدمنة عليه.. بعد فترة وضع أمام الفئران السكر فتحولت جميعها مباشرة للسكر بدلاً من الكوكايين..
بينت الدراسات أن استهلاكنا للسكر بكميات كبيرة ولفترة طويلة يؤدي لتغير في الكيمياء العصبية لدماغنا.. عندما نتناول الأطعمة الغنية بالسكر تتحرر كمية كبيرة من الدوبامين في دماغنا.. وباستمرارنا بتناول هذه الأطعمة وبكميات كبيرة تبدأ مستقبلات الدوبامين بالتراجع ويتناقص عددها.. لهذا في المرة القادمة عندما نتناول الأطعمة الغنية بالسكر لن نشعر بذات التأثير بل سيكون تأثيرها أقل وأضعف مما يجعلنا بحاجة لتناول كمية أكبر من تلك الأطعمة حتى نحصل على ذات التأثير.. تماماً كإدمان الكحول والمخدرات..
يعرضنا السكر بجميع أشكاله ” الأبيض والبني وشراب الذرة العالي الفركتوز ” للإصابة بالسرطانات وأمراض القلب والسكري والسمنة وضعف المناعة وعدم التوازن الهرموني وهشاشة العظام والتهاب المفاصل وارتفاع ضغط الدم وكسل الطحال وتقلب المزاج وتشوش الفكر والإصابة بالفطور والطفيليات وتسوس الأسنان والعديد من الأمراض الأخرى.. عندما نفرط بتناول السكر يحول كبدنا هذه السكريات إلى شحوم مما يؤدي لتصلب شراييننا ونمو الأورام لدينا.. فهناك أورام معينة لديها مستقبلات للأنسولين تتغذى على الفركتوز..
بدأت صناعات الأغذية انطلاقاً من عام 1970 بالتخلص من منتجات الشحوم باعتبارها مواد غير صحية.. ففقدت الأغذية مذاقها ونكهتها لهذا تم استبدال الشحوم بالسكر..
الآن بات السكر موجوداً في جميع أغذيتنا بدءاً من القهوة والتوابل والصلصات وانتهاءً بالخبز..
يدرك د. هيمان أننا بحاجة لحل جذري يشمل كل ما يقدم بالأسواق والمتاجر والمطاعم والمدارس وأماكن العمل.. بحاجة لحل شامل يتوجه للسياسات والحكومات في مجال الزراعة وصناعة الأغذية والأنظمة الغذائية وطرق تشخيص الأمراض ومعالجتها..
والخطوة الأولى أن ندرك أننا السائل والمسؤول.. أن نتحمل مسؤولية صحتنا وحياتنا ونتخلص من هذا السم الأبيض الخطير ” السكر ”
لا يقتصر إيقافنا للسكر على تجنبنا للحلويات ” مع أن هذه الخطوة بداية ممتازة ” بل يشمل أيضاً قراءتنا لملصقات جميع الأغذية قبل شرائها وتجنبنا لكل الأطعمة الجاهزة والمصنعة والمعلبة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق